﴿وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها﴾ مرَّ تفسيره ﴿إنَّ الله لغفور﴾ لتقصيركم في شكر نعمه ﴿رحيم﴾ بكم حيث لم يقطعها عنكم بتقصيركم وقوله:
﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾
﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وهم يخلقون﴾
﴿أموات﴾ أَيْ: هي أمواتٌ لا روح فيها يعني: الأصنام ﴿غير أحياء﴾ تأكيد ﴿وما يشعرون أيان يبعثون﴾ وذلك أنَّ الله سبحانه يبعث الأصنام لها أرواحٌ فيتبرَّؤون من عابديهم وهي في الدُّنيا جماد لا تعلم متى تُبعث وقوله:
﴿إلهكم﴾ ذكر الله سبحانه دلائل وحدانيته ثمَّ أخبر أنَّه واحد ثمَّ أتبع هذا إنكار الكفَّار وحدانيَّته بقوله: ﴿فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة﴾ جاحدةٌ غير عارفة ﴿وهم مستكبرون﴾ ممتنعون عن قبول الحقِّ
﴿لا جرم﴾ حقا ﴿أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ الآية أَيْ: يُجازيهم بذلك ﴿إنه لا يحب المستكبرين﴾ لا يمدحهم ولا يُثيبهم
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أساطير الأولين﴾ الآية نزلت في النَّضر بن الحارث وذكرنا قصَّته
﴿ليحملوا أوزارهم﴾ هذه لام العاقبة لأنَّ قولهم للقرآن: أساطير الأولين أدَّاهم إلى أن حملوا أوزارهم كاملة لم يُكفَّر منها شيء بنكبةٍ أصابتهم في الدُّنيا لكفرهم ﴿ومن أوزار الذين يضلونهم﴾ لأنَّهم كانوا دعاةَ الضَّلالة فعليهم مثل أوزار من اتَّبعهم وقوله: ﴿بغير علم﴾ أَيْ: يضلُّونهم جهلاً منهم بما كانوا يكسبون من الإثم ثم صنيعهم فقال: ﴿ألا ساء ما يزرون﴾ أَيْ: يحملون