﴿أنهم إن يظهروا عليكم﴾ يطَّلعوا ويُشرفوا عليكم ﴿يرجموكم﴾ يقتلوكم ﴿أو يعيدوكم في ملتهم﴾ يردُّوكم إلى دينهم ﴿وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا﴾ لن تسعدوا في الدُّنيا ولا في الآخرة إن رجعتم إلى دينهم
﴿وكذلك﴾ وكما بعثناهم وأنمناهم ﴿أَعْثرنا﴾ أطلعنا ﴿عليهم ليعلموا﴾ ليعلم القوم الذين كانوا في ذلك الوقت ﴿أنَّ وعد الله﴾ بالثَّواب والعقاب ﴿حقٌّ وأنَّ الساعة﴾ القيامة ﴿لا ريب فيها﴾ لا شكَّ فيها وذلك أنَّهم يستدلُّون بقصَّتهم على صحَّة أمر البعث ﴿إذ يتنازعون﴾ أي: اذكر يا محمد إذ يتنازع أهلُ ذلك الزَّمان أمرَ أصحاب الكهف ﴿بينهم﴾ وذلك أنَّهم كانوا يختلفون في مدَّة مكثهم وفي عددهم وقيل: تنازعوا فقال المؤمنون: نبني عندهم مسجداً وقال الكافرون: نُحوِّط عليهم حائطاً يدلُّ على هذاقوله: ﴿ابنوا عليهم بنياناً﴾ استروهم عن النَّاس ببناءٍ حولهم وقوله: ﴿ربُّهم أعلم بهم﴾ يدلُّ على أنَّه وقع تنازعٌ في عدَّتهم ﴿قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ﴾ وهم المؤمنون وكانوا غالبين في ذلك الوقت ﴿لنتخذنَّ عليهم مسجداً﴾ فذكر في القصَّة أنّه جعل على باب الكهف مسجد يصلَّى فيه
﴿سيقولون ثلاثة﴾ الآية أخبر الله تعالى عن تنازعٍ يجري في عدَّة أصحاب الكهف فجرى ذلك بالمدينة حين قدم وفد نصارى نجران فجرى ذكر أصحاب الكهف فقالت اليعقوبيَّة منهم: كانوا ثلاثةً رابعُهم كلبهم وقالت النِّسطورية: كانوا خمسةً سادسهم كلبهم وقال المسلمون: كانوا سبعةً وثامنهم كلبهم فقال الله تعالى: ﴿قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قليل﴾ من النَّاس قال ابن عباس: أنا في ذلك القليل ثمَّ ذكرهم بأسمائهم فذكر سبعة ﴿فلا تمار﴾ فلا تجادل في أصحاب الكهف ﴿إلاَّ مراءً ظاهراً﴾ بما أنزل عليك أي: أَيْ أَفتِ في قصَّتهم بالظَّاهر الذي أنزل إليك وقل: لا يعلمهم إلاَّ قليل كما أنزل الله ﴿ما يعلمهم إلاَّ قليل﴾ ﴿ولا تستفت فيهم﴾ في أصحاب الكهف ﴿منهم﴾ من أهل الكتاب ﴿أحداً﴾