وتزداد شدة التلعثم إذا شعرالمتلعثم بأنه أقل من المستمع له، وتعتدل شدة التلعثم إذا تحدث المتلعثم مع شخصية مماثلة له، كما تقل شدة التلعثم في المواقف التي تتضمن تقييما ايجابياً للذات، ولا يظهر التلعثم عندما يتحدث المتلعثم مع من هم أصغر منه سناً أو إلى ذاته أو عند القراءة وحيداً. (Stromsta، ١٩٨٦، ٢٣٧)
مما سبق أن توقع المتلعثم للصعوبات في النطق تجعله يبذل مجهودات كبيرة من أجل إخفاء قصوره اللفظي، فتكون هذه المجهودات ذاتها بمثابة الباعث والمثير للتلعثم، بمعنى أن الخوف الذي يصاحب الاستعداد للكلام هو الذي يؤدى لحدوث التلعثم.
ثالثا- النظرية الظاهرياتية (التمركز حول العميل)
افترض روجرز Rogers أن كل فرد يستجيب ككل منظم للواقع كما يدركه، وهو الذي يقرر مصيره الخاص به، ويستطيع أن يفعل كل شيء في حدود قدرته إذا أراد أن يفعل و أتيحت له الفرصة لذلك، فينظر إلى ذاته ويدركها كما هي لا كما يدركها الآخرون، وفي حالة الشخص المضطرب فانه يدرك ذاته بشكل فيه مبالغة غير واقعية سواء إن كانت هذه المبالغة سلبية أي لا يعطي ذاته ما يجب أن تستحقه من احترام وثقة وقدرة علي تحقيق الأهداف فيشعر بالنقص وعدم الكفاءة مما يجعله يتجنب التفاعلات الاجتماعية كما يحدث لدي الطفل الذي يعاني من التلعثم، وعلي الجانب الآخر يكون هناك شخص يدرك ذاته بشكل مبالغ فيه إيجابيا من خلال شعوره بالعظمة، وكلتا الحالتين تحتاجان إلى الإرشاد والعلاج.
( راضي الوقفي، ١٩٩٨، ٦٠١ )


الصفحة التالية
Icon