وتفسير حدوث التلعثم من وجهة نظر التيار الظاهرياتي يأتي علي أساس أن التلعثم يحدث نتيجة لتفاعل كل من الانتباه المتمركز حول الذات من خلال الإدراك للذات بشكل مبالغ فيه بصورة سلبية، وتوقع التقديرات السلبية من الآخرين، وفي هذه الحالة يكون العلاج منصباً علي العميل نظراً لما يمتلكه من قدرات كامنة لها القدرة علي أن تخلصه من مشاكله، ولأنه لا يستطيع بمفردة استغلال هذه القدرات فهو يحتاج لمرشد نفسي أو معالج يرشده لقدراته الكامنة ويساعده علي تحريرها ليدرك العميل ذاته كما هي لاكما يدركها الآخرون، ويتم ذلك من خلال تنمية وعي العميل بذاته من خلال التقدير الموجب غير الشرطي ( تقدير العميل كما هو ) بحيث يكون هذا التقدير لشخص العميل وليس لكل ما يصدر عنه من سلوك.
رابعا- النظريات البيئية:
إن كثيراً من المهتمين بدراسة التلعثم أرجعوا هذه الظاهرة إلى عوامل بيئية، فكثيرا ما يتعرض الطفل من خلال البيئة التي ينشأ فيها إلى ضغوط تؤثر على قدرته اللغوية، فنجد الوالدان غالباً ما يبدون تصريحات ضمنية أو صريحة تجاه بعض الاضطرابات البسيطة في إنتاج الكلام فيدرك الطفل فشله فى إنتاج الكلام على أنه سوف يلاحقه في محاولاته المقبلة.
... ويعتقد كونتر Conture (١٩٨٢) أن المشكلة ليست في الأمور المحددة التي يتناولها الوالدين بالنقد بشكل صريح أو ضمني، لكن الحقيقة أنهم بطريقة أو بأخرى يصححون أو يعاقبون ليظهروا استياءهم وعدم تسامحهم مما يؤثر على قدرات الطفل الكلامية وعلى إدراكه لذاته.
(Conture، ١٩٨٢، ١٦٤)
...