ويفسر جونسون Johnson التلعثم كظاهرة تحدث نتيجة لمعاملة الوالدين للطفل الذي يتردد في النطق فيعاملونه باعتباره متلعثماً مما يؤدى إلى أن يصبح متلعثماً بالفعل، فالتلعثم يبدأ عند تشخيص المحيطين للطفل بأنه متلعثم علماً بأن ما شخصه الوالدان على أنه تلعثم حقيقي لم يكن إلا اضطرابات عادية كان من الممكن أن يتخلص منها الطفل تلقائياً، ولكن قلق الوالدين على كلام الطفل بشكل مبالغ فيه وحرصهم على تصحيح أخطاء الكلام لفت انتباه الطفل إلى أن كلامه غير طبيعي وبالتالي تولد لديه القلق والخوف من مواقف الكلام والإحجام عنها تحسباً وتوقعاً للفشل.
... من هذا المنطلق بني جونسون نظريته حيث تضمنت ثلاثة افتراضات :
الأول: اعتبار الطفل متلعثماً من قبل الوالدين أو المحيطين بالطفل.
الثاني: تشخيص الوالدين لكلام الطفل على انه تلعثم بينما هو صعوبات كلامية تعيب معظم الأطفال.
الثالث: ظهور ونمو التلعثم الحقيقي بعد التشخيص.
( محمد سعيد سلامة، ١٩٩٧، ٦٠)
فنجد أن النظريات التي فسرت التلعثم على أساس فسيولوجي قامت على أساس أن لكل سلوك جانب فسيولوجي حيث اهتمت بالجوانب العضوية، وهناك من النظريات المفسرة للتلعثم التي اهتمت بالعوامل البيوكيميائية ودراسة موجات المخ، وقد واجهت هذه النظريات انتقادات متعددة، وتأتي النظريات المفسرة لحدوث التلعثم على أساس نفسي حيث تنظر للتلعثم على أنه نتاج تثبيت على مراحل معينة من مراحل النمو وصراعات تهدد اتزان الفرد، ويظهر هذا الصراع في شكل التلعثم.


الصفحة التالية
Icon