والتلعثم من وجهة النظر السلوكية هو تلعثم يحدث نتيجة للتشريط الكلاسيكي أو السلوك الإجرائي أو كصراع، ورغم كل هذا الاختلاف الظاهر بين النظريات التي تحدثت عن التلعثم من وجهة نظر نفسية لاحظ الباحث أن الخوف يأتي كعامل مشترك بين تلك النظريات على اعتبار انه يعد سبب أساسي وهام في إحداث التلعثم، لهذا أكد شيهان Sheehan على أن المتلعثم لدية صراع شديد، لأنه يريد أن يتكلم ليحقق تواصله مع الآخرين ويعبر عن مشاعره وانفعالاته بصورة طبيعية، وفى الوقت نفسه يحجم عن الكلام خوفاً من أن يتضح تلعثمه أمام الآخرين فيشعر بالخجل والتوتر ويؤدى ذلك في النهاية إلى حدوث التلعثم بالفعل.
وتفسير حدوث التلعثم من وجهة نظر التيار الظاهرياتي يأتي علي أساس أن التلعثم يحدث نتيجة لتفاعل كل من الانتباه المتمركز حول الذات من خلال الإدراك للذات بشكل مبالغ فيه بصورة سلبية، وتوقع التقديرات السلبية من الآخرين.
أما النظرية البيئية تفسر حدوث التلعثم من خلال العوامل البيئية الاجتماعية وبخاصة الضغوط الأسرية فيتولد لدى الطفل الخوف والإحباط، لتوقع العقوبة أو السخرية من طريقة كلامه فينشأ لديه خوف دائم من الفشل في الكلام.
وبذلك يكون التلعثم نتاج لعوامل متعددة (عضوية - نفسية – اجتماعية) وأن التلعثم كسلوك تخاطبى خاطئ لدى الفرد يخفي وراءه اضطراباً دينامياً يمكن تتبعه في حياه الفرد، حيث يحدث هذا السلوك في مواقف اتصالية محددة.
ويلاحظ أن الباحث يأخذ بالتفسير الدينامي للتلعثم كتفسير اقرب للدقة والشمول، بجانب الأخذ بنظرية شيهان Sheehan التي تعتمد على مفاهيم ميللرMiller ومؤداها أن التلعثم أساسه صراع إقدام –إحجام، وبذلك يحاول الباحث الجمع بين دقة التفسير ودقة تناول خطوات الإرشاد.