وحيث أن لكل طفل عالمه الخاص به، و لكل طفل تجاربه الفردية وحياته الشخصية واستعداده النفسي، قد تتقارب خبرات طفلين وأسلوب حياتهما، ولكن تختلف في الاستجابة لجملة الخبرات والتجارب وتفصيلات الحياة ولذلك لا يتعلم طفلان نفس الكلمة في نفس الظروف تماماً، فقد يسمعا (نفس الكلمة)، من (نفس الشخص)، وفى (نفس المكان)، وفى (ظروف مشتركة)، ولكن استجابة الطفل الأول نحو الكلمة لا تكون مطابقة لاستجابة الطفل الثاني نحوها، ويرجع ذلك إلى أن لكل طفل تكوينه النفسي عند تحليله للمعنى الضمني للكلمة، مما يؤدى إلى فهم وإدراك خاص بكل طفل، ففهم وإدراك الطفل الأول للكلمة يتأثر بإيحاءات و معاني غير الإيحاءات و المعاني التي تؤثر في فهم وإدراك الطفل الثاني لنفس الكلمة، فإن الكلمة عندما تصدر عنا أو عندما تصل إلى أسماعنا تتضمن محتوى له معنى نفسي، فمثلا عندما يسمع الأطفال كلمة ( نادى ) يدركونها على أساس مكان يجمعهم بزملائهم ويتعلمون فيه المهارات وهى تثير في نفوسهم ضربا من الاعتزاز والانتماء، ولكن قد يكون هناك طفل انفرد بتجارب قد يثير سماعه لكلمة( نادى) في ذهنه ضرباً من الألم والأسى لأنه في أول يوم دخوله النادي أصيب بحادث أليم فما أن يسمع هذه الكلمة أو يتذكرها حتى تبعث في نفسه تلك الذكرى الأليمة المرتبطة بمكان، أو بشخص، أو بموقف، وهذا ما يتفق عليه شيهان Sheehan (١٩٥٨( وطلعت منصور (١٩٦٧) في دراستهما حيث أوضحا أنه توجد مواقف وكلمات تخيف المتلعثم (خوف الموقف – خوف الكلمة – خوف الشخص)، ويؤكد شيهان على ضرورة وجود طريقة صحيحة يستخدم فيها المتلعثم السلوك التوكيدي أثناء التواصل مع الآخرين ليعبر عن نفسه بطريقة تساعده على تقديم ذاته بشكل مناسب متغلباً على سلوك التجنب المنبعث من إحساسه بالخوف.
(٨) العوامل اللغوية وتأثيرها على معدل التلعثم: