... التلعثم من وجهة نظر المدرسة السلوكية عبارة عن سلوك مكتسب بالتعلم، هذا التعلم يتم من خلال أربع صور هي :
أ - التلعثم كاستجابة شرطية تقليدية.
ب - التلعثم كسلوك إجرائي.
ج - التلعثم من منظور نظرية العاملين.
د - التلعثم كصراع.
أ - التلعثم كاستجابة شرطية :
... ينظر هذا الاتجاه إلى التلعثم على أنه استجابة شرطية من منطلق معايير بافلوف رضي الله عنaflof، حيث يرى أن التلعثم يحدث نتيجة تأثير الانفعالات النفسية على الكلام مثل الشعور بالإحباط أو الإحساس بعدم الرضا من جانب المستمع والخوف منه أو من عقابه.
... فيفترض هذا الاتجاه أنه في حالة حدوث خوف أو قلق أثناء الكلام يحدث معه اضطراب في تكوين التفكير المتسلسل اللازم لإخراج الكلام المسترسل، وإذا كان الخوف بقدر كبير فإنه يحدث خلل في تناسق الكلام ولذلك يحدث التلعثم.
...
ووفقا لوجهه النظر هذه يحدث التلعثم نتيجة ارتباطه بالحالة الانفعالية لبعض المواقف الكلامية، ثم يحدث لها تعميم على كل المواقف، ويصبح الكلام مثيراً للخوف لدى الطفل المتلعثم لما يتوقعه من عقاب على تلعثمه.
(نوران العسال، ١٩٩٠، ٢٩) (Ahlam، ١٩٩٣، ١٩)
ب - التلعثم كسلوك إجرائي:
... ينطلق هذا الاتجاه من مبادئ نظرية سكينر Skinner في تفسير حدوث التلعثم على أنه سلوك إجرائي يعتمد على وجود تعزيز Reinforcement لعدم الطلاقة الطبيعية التي تحدث لكل الأطفال تقريبا في مرحلة اكتساب اللغة.
وتختفي ظاهرة حدوث عدم الطلاقة الطبيعية في مرحلة اكتساب اللغة إذا لم تجد رد فعل (تعزيز) من الوالدين، هذا التعزيز إما أن يكون ايجابياً في صورة اهتمام من جانب الوالدين فيزيد عدم الطلاقة وتصبح سمة من سمات كلام الطفل، أو يكون تعزيزاً سلبياً يأتي في صورة رفض أو إحباط للطفل مما يؤدى إلى ظهور رد فعل التفادى والتحاشي للكلام عند الطفل مما يعزز عملية التلعثم.