الرأي الرابع:
إن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن، وهي أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف لأن هذه لا تسمى حروفا «١».
ولعل من المناسب أن نقول هنا: إن القراءات السبع ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة، وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف.
وكان محمد بن جرير الطبري قد نص على أن المصحف العثماني قد كتب على حرف واحد، يقول: (فلا قراءة للمسلمين اليوم إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح، دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية) «٢».
وهو بناء على فهمه للأحرف بأنها لغات سبع في حرف واحد وكلمة واحدة باختلاف الألفاظ واتفاق المعاني.
وقال العسقلاني وغيره: (ليس المقصود بالأحرف السبعة قراءة معينة من القراءات التي صارت تنسب إلى قارئ معين، بل إن الأحرف السبعة جاءت لتشير إلى الرخصة التي نجد آثارها في وجوه القراءات- عامة- والتي ثبت نقلها. أما ما يسمى بالقراءات السبع فإنها لم توجد إلا على رأس المائة الرابعة من الهجرة حيث اختار الإمام أبو بكر بن مجاهد (ت ٣٢٤ هـ) سبعة من أئمة القراءة في الأمصار ووضع كتاب السبعة في القراءات المروية عنهم) «٣».
(٢) ينظر: جامع البيان (تفسير الطبري): ١/ ٦٤؛ وينظر: فضائل القرآن لابن كثير: ٣٩.
(٣) ينظر: لطائف الإشارات للقسطلاني: ١/ ٨٦؛ رسم المصحف، د. غانم: ١٥١.