وَالأَرْضُ مَنْشَأُنَا وَكانَتْ أُمَّنا مِنْهَا حَقِيقَتُنا، وَفيها نُولَدُ
- وكذا : قولُه تَبارَكَ وتَعَالَى :﴿ ¼çm-Bé'sù هَاوِيَةٌ ﴾ (١) أي :
١ : يلازمُ الهاويةَ ملازمةَ الطِّفلِ أمَّهُ التي هي أصلُه.
٢ : وقيل : هذا من قولهم : هَوَتْ أمُّهُ. دعاءً عليه.
٣ : ولعَلَّ أصلُهُ : أنْ ينتكّس على أمّ رَأسِهِ.
- ويقولُ النُّحاةُ :(إنْ الشَّرْطِيَّة) هي أمُّ الباب، و(إلاّ) أمُّ البابِ في الاستثناءِ. يعنونَ بِذلكَ : أصلَهُ الذي هو أكثرُ دوراناً.
- وكذلك : رُوميه أم الروم، أي : أصلُ بلادِها التي تَرجِعُ إليها وتَعتَمِدُ عليها.
- ومِنها : قَوله تَبارَكَ وتَعَالَى :﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ ﴾ (٢)، وقوله تَبارَكَ وتَعَالَى :﴿ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ (٣) يعني : أصله الذي نُقِلَ منه، وهو : اللَّوحُ المحفوظُ.
؟(أُمُّ الكِتابِ) يُستَعمَلُ بمعنيينِ :
أحدُهما : هذا لما ذُكِر .
والثَّاني : الفاتحةُ لما نذكرُ إنْ شاءَ الله عَزَّ وَجَلَّ مِن أَنَّهَا متضمِّنة لِكُلّيات القرآنِ إجمالاً.
٢ـ [ لَفظُ (القُرآن) ]
وأما (القرآن) فالمراد به : الكلامُ الإلهيّ الجامع النَّازل على محمدٍ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
مُشتَقٌّ مِنْ :(القَرْءِ) ؛ وهو : الجَمْعُ ؛ لجمعِهِ ما ذكرنا.
ومادَّةُ (قَرَأَ) إلى هذا تَرجِعُ.
الفَصلُ الثَّانِي
[ أَضربُ الكلامِ (الإجمال والبيان) وأسبابه وأمثلته]
١ـ [ أَضربُ الكلامِ ] :
اعلم أن الكلامَ من حيث هو على ضَربَين :
الضَّربُ الأَوَّل : مجملٌ.
الضَّربُ الثَّانِي : ومبيَّنٌ مفصَّلٌ.
والضَّرْبان مُتفاوتان في المراتبِ :
(٢) سُورَةُ الزخرف ٤.
(٣) سُورَةُ الرعد : ٣٩.