متن، ص : ١٥٥
[سورة يونس (١٠) : آية ٢٤]
إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢٤)
وقوله سبحانه : حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ، وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها [٢٤]. وهذه استعارة حسنة، لأن الزخرف فى كلامهم اسم للزّينة واختلاف الألوان المونقة.
وقوله سبحانه : أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها [٢٤]. أي لبست زينتها بألوان الأزهار، وأصابيغ «١» الرياض، كما يقال : أخذت المرأة قناعها. إذا لبسته. وتقول لها :
خذى عليك ثوبك. أي البسيه.
وقوله تعالى : خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ «٢» أي البسوا ثيابكم.
وقوله سبحانه : فَجَعَلْناها حَصِيداً [٢٤]. استعارة أخرى، لأن الحصيد من صفة النبات، لا من صفة الأرض. والمعنى : فجعلنا نباتها كذلك. فاكتفى بذكر الأرض من ذكر النبات لأن النبات فيها، ومنشؤه منها.
[سورة يونس (١٠) : آية ٢٧]
وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧)
وقوله سبحانه : كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً [٢٧]. على قراءة من قرأ بتحريك الطاء. وهذه استعارة. لأن الليل على الحقيقة لا يوصف بأن له قطعا متفرقة، وأجزاء متنصفة. وإنما المراد - واللّه أعلم - أن الليل لو كان مما يتبعض وينفصل لأشبه سواد وجوههم أبعاضه وقطعه. ونصب سبحانه (مظلما) على أنه حال من الليل.
وفيه زيادة معنى. لأن الليل قد سمى ليلا وإن كان مقمرا، فإنما قال سبحانه : مظلما، على أن التشبيه إنما وقع به أسود ما يكون جلبابا، وأبهم أثوابا.
[سورة يونس (١٠) : آية ٦٧]
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٦٧)
وقوله سبحانه : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً [٦٧]

(١) فى الأصل «و أصابيع» بالعين المهملة. ولعلها كما أثبتناه بالغين المعجمة، جمعا لأصباغ مثل أزهار وأزاهير. فتكون جمع الجمع لصبغ.
(٢) سورة الأعراف. الآية رقم ٣١.


الصفحة التالية
Icon