متن، ص : ٢٣٧
واهتزت بالنبات ناضرة، ورطبت بعد الجفوف متزيلة «١» ذلك تقدير العزيز العليم.
[سورة الحج (٢٢) : آية ٩]
ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ (٩)
وقوله سبحانه : ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [٩] وهذه استعارة.
والمراد بها - واللّه أعلم - الصفة بالإعراض عن سماع الرشد، ولىّ العنق عن اتباع الحق. لأن المستقبل لسماع الشيء الذي لا يلائمه فى الأكثر يصرف دونه بصره، ويثنى عنه عنقه.
والعطف : جانب القميص، وبه سمى شق الإنسان عطفا، لأن منه يكون ابتداء انعطافه، وأول انحرافه. ومثل ذلك قوله سبحانه : وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ «٢».
[سورة الحج (٢٢) : آية ١١]
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١١)
وقوله سبحانه : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ، فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ، وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ [١١] وهذه استعارة. والمراد بها - واللّه أعلم - صفة الإنسان المضطرب الدين، الضعيف اليقين، الذي لم تثبت «٣» فى الحق قدمه، ولا استمرت عليه مريرته، فأوهى شبهة تعرض له ينقاد معها، ويفارق دينه لها، تشبيها بالقائم على حرف مهواة. فأدنى عارض يزلقه، وأضعف دافع يطرحه.
[سورة الحج (٢٢) : الآيات ١٨ الى ١٩]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (١٨) هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩)
وقوله تعالى : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ [١٨] الآية.
وهذه استعارة.
والمراد - واللّه أعلم - بسجود الشمس والقمر والنجوم والشجر وما ليس بحيوان مميز ما يظهر فيه من آثار الخضوع للّه سبحانه، وعلامات التدبير، ودلائل التصريف

(١) هكذا بالأصل. ولم أدر وجه الصواب فيه. [.....]
(٢) سورة الإسراء. الآية رقم ٨٣ وسورة فصلت. الآية رقم ٥١.
(٣) فى الأصل :(لم يثبت) وهو تحريف من الناسخ. فالقدم مؤنثة.


الصفحة التالية
Icon