تلخيص البيان، متن، ص: ٢٦٤
«و من السورة التي يذكر فيها الأحزاب»
[سورة الأحزاب (٣٣): آية ٢٦]
وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (٢٦)
وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ [٢٦] وهذه استعارة. والمراد بها: أنه تعالى ألقى الرعب فى قلوبهم من أثقل جهاته، وعلى أقطع بغتاته. تشبيها بقذفه الحجر إذا صكّت الإنسان على غفلة منه. فإن ذلك يكون أملأ لقلبه، وأشدّ لروعه.
[سورة الأحزاب (٣٣): آية ٣٠]
يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (٣٠)
وقوله سبحانه: مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ [٣٠] وهذه استعارة على قراءة من قرأ: مُبَيِّنَةٍ بكسر الياء، فكأنه تعالى جعل الفاحشة تبيّن حال صاحبها، وتشير إلى ما يستحقه من العقاب عليها. وهذا من أحسن الأعراض، وأنفس جواهر الكلام «١»...
[سورة الأحزاب (٣٣): آية ٤٦]
وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (٤٦)
وقوله سبحانه وتعالى: وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً [٤٦] وهذه استعارة. والمراد بالسراج المنير هاهنا: أنّه عليه السلام يهتدى به فى ضلال الكفر، وظلام الغىّ، كما يستصبح بالشهاب فى الظلماء، وتستوضح الغرة فى الدهماء.
[سورة الأحزاب (٣٣): آية ٧٢]
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (٧٢)
وقوله سبحانه: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ، فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها، وَأَشْفَقْنَ مِنْها، وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا [٧٢]. وهذه استعارة. وللعلماء فى ذلك أقوال نحن نستقصى ذكرها عند البلوغ إليها من الكتاب الكبير
(١) هنا عشرة أسطر محيت أنصافها بحال لا يستقيم معها تبين النص.