غريب عنها وافية لا يشذ عنها شيء من عناصرها الأصلية ولواحقها الكمالية كل ذلك في أوجز لفظ وأنقاه ففي كل جملة منه جهاز من أجهزة المعنى وفي كل كلمة منه عضو من أعضائه وفي كل حرف منه جزء بقدره وفي أوضاع كلماته من جمله وأوضاع جمله من آياته سر الحياة الذي ينتظم المعنى بأداته وبالجملة ترى كما يقول الباقلاني محاسن متوالية وبدائع تترا ضع يدك حيث شئت من المصحف وعد ما أحصته كفك من الكلمات عدا ثم أحص عدتها من أبلغ كلام تختاره خارجا عن الدفتين وانظر نسبة ما حواه هذه الكلام من المعاني إلى ذلك ثم انظر كم كلمة تستطيع أن تسقطها أو تبدلها من هذا الكلام دون إخلال بغرض قائله وأي كلمة تستطيع أن تسقطها أو تبدلها هناك فكتاب الله تعالى كما يقول ابن عطية لو نزعت منه لفظة ثم أدير لسان العرب لفظة أحسن منها لم توجد بل هو كما وصفه الله كتاب أحكمت آيته ثم فصلت من لدن حكيم خبير


الصفحة التالية
Icon