ذلك الله رب العالمين فهو الذي لا يشغله شأن عن شان وهو القادر على أن يخاطب العقل والقلب معا بلسان وأن يمزج الحق والجمال معا يلتقيان ولا يبغيان وأن يخرج من بينهما شرابا خالصا سائغا للشاربين وهذا هو ما تجده في كتابه الكريم حيثما توجهت ألا تراه في فسحة قصصه وأخباره لا ينسى حق العقل من حكمة وعبرة أو لا تراه في معمعة براهينه وأحكامه لا ينسى حظ القلب من تشويق وترقيق وتحذير وتنفير وتهويل وتعجيب وتبكيت وتأنيب يبث ذلك في مطالع آياته ومقاطعها وتضاعيفها تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله إنه لقول فصل وما هو بالهزل


الصفحة التالية
Icon