ما يهتدون إلى حسن التخلص من الغرض إلى الغرض كما في الانتقال من النسيب إلى المدح والكتاب ربما استعانوا على سد تلك الثغرات باستعمال أدوات التنبيه أو الحديث عن النفس كقولهم ألا وإن هذا ولكن بقي علينا ولننتقل نعود قلنا وسنقول هذا شأن الأغرض المختلفة إذا تناولها الكلام الواحد في المجلس الواحد فكيف لو قد جيء بها في ظروف مختلفة وأزمان متطاولة ألا تكون الصلة فيها أشد انقطاعا والهوة بينها أعظم اتساعا فإن كنت قد أعجبك من القرآن نظام تأليفه البياني في القطعة منه حيث الموضوع واحد بطبيعته فهلم إلى النظر في السورة منه حيث الموضوعات شتى والظروف متفاوتة لترى من هذا النظام ما هو أدخل في الإعجاب والإعجاز ألست تعلم أن ما امتاز به أسلوب القرآن من اجتناب سبيل الإطالة والتزام جانب الإيجاز بقدر ما يتسع له جمال اللغة قد جعله هو أكثر الكلام افتنانا نعني أكثره تناولا لشؤون القول وأسرعه تنقلا بينها