من وصف إلى قصص إلى تشريع إلى جدل إلى ضروب شتى بل جعل الفن الواحد منه يتشعب إلى فنون والشأن الواحد فيه تنطوي تحته شؤون وشؤون أو لست تعلم أن القرآن في جل أمره ما كان ينزل بهذه المعاني المختلفة جملة واحدة بل كان يتنزل بها آحادا مفرقة على حسب الوقائع والدواعي المتجددة وأن هذا الانفصال الزماني بينها والاختلاف الذاتي بين دواعيها كان بطبيعته مستتبعا لانفصال الحديث عنها على ضرب من الاستقلال والاستئناف لا يدع بينها منزعا للتواصل والترابط ألم يكن هذان السببان قوتين متظاهرتين على تفكيك وحدة الكلام وتقطيع أوصاله إذا أريد نظم طائفة من تلك الأحاديث في سلك واحد تحت اسم سورة واحد خذ بيدك بضعة متون كاملة من الحديث النبوي كان التحديث بها في أوقات مختلفة وتناولت أغراضا متباينة أو خذ من كلام من شئت من البلغاء بضعة أحاديث كذلك وحاول أن تجيء بها سردا لتجعل منها حديثا واحدا من غير أن تزيد بينها شيئا أو تنقص شيئا ثم انظر