من سواه من الإنس و الجن والملائكة.
و (( المنزل )) مخرج للكلام الإلهي الذي استأثر الله به في نفسه، أو ألقاه إلى ملائكته ليعملوا به لا لينزلوه على أحد من البشر، إذ ليس كل كلامه تعالى منزلا، بل الذي أنزل منه قليل من كثير ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) الكهف ( ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ).
وتقيد المنزل بكونه (( على محمد )) لإخراج ما أنزل على الأنبياء من قبله، كالتوراة المنزلة على موسى، والإنجيل المنزلة على عيسى، والزبور المنزل على داود، والصحف المنزلة على إبراهيم، عليهم السلام.
وقيد (( المتعبد بتلاوته )) ـ أي المأمور بقراءته في الصلاة وغيرها على وجه العبادة ـ لإخراج ما لم نأمر بتلاوته من ذلك، كالقراءات المنقولة إلينا بطريق الآحاد، وكالأحاديث القدسية وهي المسندة إلى الله عز وجل إن قلنا إنها منزلة من عند الله بألفاظها.
أما الأحاديث النبوية فإنها بحسب ما حوته من المعاني تنقسم إلى قسمين (( قسم توفيقي )) إستنبطه النبي بفهمه في كلام الله أو بتأمله في حقائق الكون وهذا القسم ليس كلام الله قطعا. و (( قسم توفيقي )) تلقى الرسول مضمونة من الوحي فبينه للناس بكلامه. وهذا القسم وإن كان ما فيه من العلوم منسوبا إلى معلمه وملهمه سبحانه، لكنه ــ من حيث هو كلام ــ حرى بأن ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لأن الكلام إنما إلى واضعه وقائله الذي ألفه على نحو خاص ولو كان ما فيه من المعنى قد تواردت عليه


الصفحة التالية
Icon