معه شأن غير شأنهم وهم هم وأما البلغاء من بعدهم فما زلنا نسمعهم يضربون الأمثال في جودة السبك وإحكام السرد بهذا القرآن حين ينتقل من فن إلى فن وأما أنت فأقبل بنفسك على تدبر هذا النظم الكريم لتعرف بأي يد وضع بنيانه وعلى أي عين صنع نظامه حتى كان كما وصفه الله قرآنا عربيا غير ذي عوج اعمد إلى سورة من تلك السور التي تتناول أكثر من معنى واحد وما أكثرها في القرآن فهي جمهرته وتنقل بفكرتك معها مرحلة مرحلة ثم ارجع البصر كرتين كيف بدئت وكيف ختمت وكيف تقابلت أوضاعها وتعادلت وكيف تلاقت أركانها وتعانقت وكيف ازدوجت مقدماتها بنتائجها ووطأت أولاها لأخراها وأنا لك زعيم بأنك لن تجد ألبتة في نظام معانيها أو مبانيها ما تعرف به أكانت هذه السورة قد نزلت في نجم واحد أم في نجوم شتى ولسوف تحسب أن السبع الطول من سور القرآن قد نزلت كل واحدة منها دفعة حتى يحدثك التاريخ أنها كلها أو جلها قد نزلت نجوما أو لتقولن إنها إن كانت بعد تنزيلها قد جمعت عن تفريق فلقد كانت في