فكذلك ينبغي أن يصنع الناظر في تدبره لنظم السورة من سور القرآن وكلمة أخرى تمس إليها حاجة الباحث في النسق إذا أقبل على تلك المناسبات الموضعية بين أجزاء السورة وهي أن يعلم أن الصلة بين الجزء والجزء لا تعني اتحداهما أو تماثلهما أو تداخلهما أو ما إلى ذلك من الصلات الجنسية حسب كما ظنه بعض الباحثين في المناسبات فجعل فريق منهم يذهب في محاولة هذا النوع من الاتصال مذاهب من التكلف والتعسف وفريق آخر متى لم يجد هذه الصلة من وجه قريب أسرع إلى القول بأن في الموضع اقتضابا محضا جريا على عادة العرب في الاقتضاب ألا أن هذا الرأي بشعبتيه لأوغل في الخطأ من سابقه وإن الأخذ به على علاته في القرآن لغفلة شديدة عن مستوى البلاغة التي تميز بها القرآن عن سائر الكلام فلو أن ذاهبا ذهب يمحو تلك الفوارق الطبيعية بين المعاني المختلفة التي ينتظمها القرآن في سورة منه إذا لجرده من أولى خصائصه وهي أنه لا يسترسل في الحديث عن الجنس الواحد استرسالا يرده إلى الإطالة المملة كيف وهو الحديث الذي لا يمل