رسالة منه أيقنت أن الذي بيد السفير هو كتاب الملك المختوم بخاتمه أكان يعوزك برهان جديد لتحقيق ما يحويه الكتاب من عجيب الأنباء والنذر بعدما وقر في نفسك من العلم بأنه كلام من إذا قال صدق وإذا وعد أنجز فكذلك ترى الحديث هنا عن السمعيات جيء به مفرعا على ما تقرر في أمر النبوات وبضرب من التخلص هو غاية في الحسن والبراعة فإن لم تفعلوا فاتقوا النار عود على بدء في أربع عشرة آية بدأ الكلام في السورة كما علمت بوصف القرآن بما فيه من الهدى إجمالا فكان من الحق أن يعود إلى وصف طريقة القرآن في هذه الهداية ليقول إنها هداية كاملة بالبيان الوافي الشامل لكل شيء فانظر كيف مهد لهذا الانتقال تمهيدا يتصل من أول السورة إلى هذا الموضع أما المقدمة فقد وصف فيها الفرق الثلاث وصفا شافيا ضرب للناس أمثالهم وحقق أن الذي كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم وأما المقصود فقد بين فيه أن لله وحده المثل الأعلى الذي يشاركه فيه شيء من الأنداد ثم وضع فيه الفيصل بين النبي والمتنبي بتلك المعجزة العالمية التي لا يستطيع أحد من دون الله أن يأتي بمثلها ثم ذكر مثل النار التي أعدت للكافرين ومثل الجنة التي وعد المتقون فتراه قد تناول في هذه الأمثال ضروبا شتى من الحقائق علوية وسفلية مادية ومعنوية حتى كانت نهاية الحديث أن عرض ما في الجنة من


الصفحة التالية
Icon