لهم أنهم من أولئك الذين كسبوا السيئات وأحاطت بهم خطيئاتهم ألم يؤخذ عليكم الميثاق بتقوى الله والإحسان إلى الناس فتوليتم ألم يؤخذ عليكم الميثاق بترك الإثم والعدوان فاعتديتم ثم آمنتم ببعض الكتاب وكفرتم ببعض وحكمتم أهوءكم في الشرائع فكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ثم أتبع ذلك سائر هناتهم فذكر تصامهم عن سماع الحق بدعوى أن قلوبهم مقفلة كفرهم بالكتاب الجديد لأنه أنزل على غيرهم بعد أن كانت أعناقهم مشرئبة إليه ينتظرون ظهوره على يد نبي ينصرهم على المشركين دعواهم القيام بواجبهم وهو الإيمان بما أنزل عليهم وكفى مع أنهم كافرون حتى بما أنزل عليهم وتلك شنشنتهم منذ عبدوا العجل وأشربوا حبه في قلوبهم زعمهم أن لهم الدار الآخرة خالصة ثم مناقضتهم أنفسهم في ذلك بكراهتهم الموت وشدة حرصهم على الحياة عداوتهم لجبريل لأنه أنزل الكتاب على غيرهم مع أنه إنما أنزل بعلم الله تكرر نبذهم للعهود اشتغالهم بكتب السحر وترك كتب الله وراء ظهورهم ليهم ألسنتهم في خطاب الرسول بكلمة تنطوي على الاستهزاء