به والطعن في دينه وإن كان ظاهرها التعظيم له أو يراد منها إحراجه بكثرة الأسئلة والمقترحات كما سئل موسى من قبل وقد سيق هذا في قالب تحذير المؤمنين من أن يقولوا تلك الكلمة حقدهم وأثرتهم هم وسائر المخالفين من أهل الكتاب والمشركين وكراهيتهم أن ينزل الوحي على غيرهم مع أن لله أن يختص بنبوته من يشاء وله أن ينسخ شريعة ويأتي بشريعة أخرى مثلها أو خير منها رغبة كثير منهم في أن يردوا المؤمنين كفارا زعم كل من اليهود والنصارى أنه لن يدخل الجنة غيرهم أماني يتمنونها بغير برهان طعن كلتا الطائفتين في أختها بقول اليهود ليست النصارى على شيء وقول النصارى ليست اليهود على شيء وطعن المشركين في كلتيهما اشتراك الطوائف الثلاث في السعي لإخلاء المساجد من ذكر الله اشتراكهم في الجهل بالله ونسبتهم الولد إليه اشتراكهم في التوقف عن الإيمان بالرسل حتى يكلمهم الله بغير واسطة أو ينزل عليهم آية ملجئة ثم ختم هذه الهنات بأدعاها إلى اليأس من إيمانهم وهو أنهم يطمعون في تحويل الرسول نفسه إلى اتباع أهوائهم فكيف يطمع هو في استتباعهم إلى هداه كلا ولكن حسبه أن الراسخين في العلم منهم وهم الذين يتلون الكتاب حق تلاوته يؤمنون بهذا الهدى الذي جاء به والكافرون هم الخاسرون ذكر قدامى المسلمين من لدن إبراهيم شأن المصلح الحكيم في دعوته شأن الزارع يبدأ بالأرض فيقتلع أشواكها وينقيها من حشائها الضارة قبل أن يلقي فيها البذور الصالحة أو يغرس فيها الأشجار النافعة وكذلك الداعي الحكيم يبدأ بالنفوس فيلويها عن الباطل والفساد ثم يوجهها إلى طريق الحق والهدى فهذان