ولا هم ينصرون وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات وهكذا أنشأ يدعو بني إسرائيل إلى طريق السلف الصالح لا بأسلوب الأمر والتحريض الذي جرب من قبل فلم ينجع فيهم بل بأسلوب قصصي جذاب يعرض فيه ذلك التاريخ المجيد لإبراهيم عليه السلام وأبنائه وأحفاده في العصور الذهبية التي لا يختلف أحد من أهل الكتاب ولا المشركين في تعظيمها ومحبتها ومحبة الانتساب إليها مكررا على لسانهم جميعا تلك الكلمة العذبة التي تركها إبراهيم باقية في عقبه فتوارثها أبناؤه وأحفاده يوصي كل منهم بها بنيه كلمة الإسلام لله رب العالمين وتراه في أثناء عرضه لتاريخ إبراهيم عليه السلام وإمامته للناس لا ينسى أن يحكي كلماته التي دعا به ربه أن يجعل من ذريته إماما للناس كما جعله هو ثم تراه حين يروي قيام إبراهيم وابنه إسماعيل ببناء البيت المعظم الذي جعله الله حراما آمنا ومثابة للناس وقبلة لصلاتهم لا ينسى أن يحكي تضرعهما إلى الله أن يجعل من ذريتهما أمة مسلمة وأن يبعث فيهم رسولا منهم يعلمهم ويزكيهم ممهدا بهذا وذاك لتقرير تلك الصلة التاريخية المتينة التي تربط هذا النبي وأمته بذينك النبيين الجليلين لا صلة البنوة النسبية فحسب بل صلة المبدأ ورابطة الوحدة الدينية أيضا فهم من ذريتهما ووجودهم تحقيق لقبول دعوتهما وملتهم ملتهما وقبلتهم قبلتهما ومثابتهم في حجهم مثابتهما ومقررا في الوقت نفسه انقطاع مثل هذه النسبة المشرفة عن اليهود الذين ينتسبون بالبنوة لإبراهيم ويعقوب وهم عن ملتهما منحرفون ولوصيتهما مخالفون فماذا يغني النسب عن الأدب ومن بطأ به عمله لم


الصفحة التالية
Icon