في البأساء وهل تعلم أن هذا النظام التصاعدي نفسه سيتبع في سائر الخصال الوفاء بالعهود والعقود ثم إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والبذل والتضحية في سبيل الله إليك البيان مفصلا الصبر حين البأس لا تحسبنه هنا صبرا على الجروح والقروح في الحرب فذلك معنى سلبي استسلامي ولا تحسبنه صبرا في البطش والفتك بالأعداء فذلك جهد عملي إيجابي حقا ولكن مرده إلى قوة العضل والعصب لا إلى قوة الخلق والأدب ليس الشديد بالصرعة ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب هكذا سيختار الله لنا من مثل الصبر أمثلها ومن موازينه أوزنها في معايير القيم ذلك هو ضبط النفس حين البأس كفا لها عن الاندفاع وراء باعثة الانتقام وردعا لها عن الإسراف في القتل ووقوفا بها عند حد التماثل والتكافؤ العادل القصاص وإذ كانت تداعي المعاني يسوقنا من الحديث عن القتلى إلى الحديث عمن هم بشرف الموت ناسب تتميم الكلام ببيان ما يجب على المحتضر من الوصية لأقاربه برا بهم الوصية الصبر في الضراء وكذلك سيختار الله لنا من أبواب الصبر في الضراء أعلاها ليس الصبر على الأمراض والآلام بإطلاق ولكنه الصبر على الظمأ والمخمصة في طاعة الله الصوم وينساق الحديث من الصوم المؤقت عن بعض الحلال إلى الصوم الدائم عن السحت والحرام الصبر على البأساء وعلى هذا النمط نفسه سترى الصبر في البأساء هنا ليس هو ذلك الصبر الاضطراري على الفقر والأزمات المالية والجوائح السماوية