هكذا سماه القرآن حيث يقول :( وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي ) سورة الأعراف، ويقول :( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحي إلي ) سورة يونس، وأمثال هذه النصوص كثير في شأن إيجاد المعاني ثم يقول في شأن الإيحاء
اللفظي :( إنا أنزلناه قرانا عربيا ) سورة يوسف، ( سنقرئك فلا تنسى ) سورة الاعلى، ( لا تحرك به لسانك لتجعل به إن علينا جمعه وقرانه فإذا قراناه فاتبع قرانه، ثم إن علينا بيانه ) سورة القيامة ( اقرأ ) أول سورة العلق، ( واتل ) سورة الكهف، ( ورتل ) سورة المزمل، فانظر كيف عبر بالقراءة والإقراء. والتلاوة والترتيل، وتحريك اللسان، وكون الكلام عربيا، وكل أولئك من عوارض الألفاظ لا المعاني البحتة.
القرآن إذا صريح في أنه (( لا صنعة فيه لمحمد ﷺ، ولا لأحد من الخلق، وإنما هو منزل من عند الله بلفظه ومعناه )).
والعجب أن يبقى بعض الناس في حاجة إلى الاستدلال على الشطر الأول من هذه المسالة، وهو انه ليس من عند محمد.
في الحق إن هذه القضية لو وجدت قاضيا يقضي بالعدل لاكتفى بسماع هذه الشهادة التي جاءت بلسان صاحبها على نفسه، ولم يطلب وراءها شهادة شاهد آخر من العقل أو النقل، ذلك أنها ليست من جنس (( الدعاوي ))


الصفحة التالية
Icon