هذا الإشكال حتى نزلت سورة الفتح فبيت لهم الحكم الباهر والبشارات الصادقة فاذا الذي ظنوه ضيما واجحافا في بادئ الرأي كان هو النصر المبين والفتح الأكبر وأين تدبير البشر من تدبير القدر. ( وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكهم عنهم ببطن مكة من بعد ان أظفركم عليهم وكان الله بما تعلمون بصيرا هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا ان يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم فتصيبكم منها معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فانزل اله السكينة على رسوله والمؤمنين والزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها واهلها وكان الله بكل شيئ عليما لقد صدق الله ورسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لا تعلمون فجعل من دون ذلك فتحا قريبا )
ولقد كان حين ينزل عليه القرآن في أول عهده بالوحي يتلقفه متعجلا