القرآن كلا أو بعضا كما فعل بالكتب قبله، لولا أن يد العناية تحرسه فبقي في وسط هذه المعامع رافعا راياته وأعلامه. حافظا آياته وأحكامه. بل اسأل صحف الأخبار اليومية : كم من القناطير المقطرة من الذهب والفضة تنفق في كل عام لمحو هذا القرآن وصد الناس عن الإسلام بالتضليل والبهتان والخداع والإغراء ثم لا يظفر أهلها من وراء ذلك إلا بما قال الله تعالى ( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ) سورة الانفال.
ذلك بأن الذي يمسكه أن يزول هو الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا.
ذلك بأن الله ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الذين كله ولو كره المشركون ) سورة الصف وسورة التوبة، والله بالغ أمره، ومتم نوره، فظهر وسيبقى ظاهرا لا يضره من خالفه حتى يأتي أمر الله.
( مثال آخر ) ما جاء في التحدي بهذا القرآن وتعجيز العالم كله عن الإتيان بمثله ( قل لِِِئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ّلا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) سورة الإسراء ( فان لم تفعوا ) سورة البقرة.
فانظر هذا النفي المؤكد، بل الحكم المؤبد، هل يستطيع عربي يدري ما يقول أن يصدر هذا الحكم وهو يعلم أن مجال المساجلات بين العرب.


الصفحة التالية
Icon