ما عادوا إلى عتوهم واستكبارهم، فبطش الله بهم البطشة الكبرى يوم بدر، حيث قتل من صناديدهم سبعون، وأسر سبعون
وقد تكرر في القرآن المكي إنباؤهم بهذا الانتقام على صور شتى :
فتارة يأتي مجملا كما في قوله ( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله ) سورة الرعد، وقوله (( فتول عنهم حتى حين وأبصرهم فسوف يبصرون ) سورة الصافات.
وتارة يعين نوع العذاب بأنه الهزيمة الحربية كما في قوله ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) سورة القمر، وهذا كما ترى من عجيب الأنباء في مكة، حيث لا مجال لأصل فكرة الحرب والتقاء الجموع، فضلا عن توقع فرارها وهزيمتها، حتى إن عمر رضي الله عنه لما نزلت هذه الآية جعل يقول : أي جمع هذا ؟ قال فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقولها. رواه ابن أبي حاتم وابن مروديه، وعجزه في الصحيحين.
وتارة ينص على حوادث جزئيه محددة - وهذا أعجب واغرب - كما في قوله شأن الرجل الزنيم الذي كان يقول في القرآن انه أساطير الأولين ( سنسمه على الخرطوم ) سورة ن، فأصيب بالسيف في انفه يوم بدر. وكان ذلك علامة له يعير بها ماعاش. رواه الطبري وغيره عن ابن عباس.