ثقالا.. فهل استطاعوا ان يتقدموا هذه الخطوة الأولى- او لعلها الأولى والأخيرة - مستندين الى قوتهم الذاتيه ؟ كلا. ولكن مستندين الى ( حبل من الناس.. ) فماذا تقول ؟ قل : صدق الله، ومن اصدق من الله حديثا.
اما ظنهم الذي يظنون وهوانهم بمزاحمتهم للسكان في أرضهم وديارهم يمهدون لما يحلمون به من مزاحمتهم بعد في ملكهم وسلطانهم فذلك ما دونه خرط القتاد. يريدون ان يبدلوا كلام الله، ولا مبدل لكلماته ( أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا ) سورة النساء. والله من ورائهم محيط.
فانظر إلى عجيب شان النبوءات القرآنية كيف تقتحم حجب المستقبل قريبا وبعيدا، وتتحكم في طبيعة الحوادث توقيتا وتأييدا، وكيف يكون الدهر مصداقا لها فيما قل وكثر، وفيما قرب وبعد ؟
بل انظر الى جملة ما في القرآن من النواحي الإخبارية كيف يتناول بها محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما وراء حسه وعقله من انباء ما كان وما سيكون وما هو كائن. وكيف انه كلما حدثنا فيها عن الماضي صدقته شواهد التاريخ، وكلما حدثنا عن المستقبل صدقته الليالي والأيام، وكلما حدثنا عن الله وملائكته وشؤون غيبه صدقته الأنبياء والكتب.
ثم اسأل نفسك ذلك ( ( أترين هذا الرجل الأمي جاء بهذا الحديث كله من عند نفسه ؟ )).
تسمع منها جواب البديهة الذي لا تردد فيه ( ( إنه لا بد أن يكون قد استقى هذه الانباء من مصدر علمي وثيق واعتمد فيها على اطلاع واسع ودرس دقيق. ولا يمكن أن تكون تلك الانباء كلها وليدة عقله وثمرة ذكائه وعبقريته )) وإلا فأين هذا الذكي أو العبقري الذي أعطاه الدهر عهدا بأن