وقد نهوا عنه وأكلهم وأموال الناس بالباطل ) سورة النساء فهل تري في هذا كله صورة أساتذة يتلقى عنهم صاحب القرآن علومه أم بالعكس منه معلما يصحح لهم أغلاطهم وينعي عليهم سوء أحوالهم.
لا ننكر انه كان في أهل الكتاب قليل من العلماء الراسخين لكن الراسخون في العلم منهم امنوا بالقرآن وبنبي القرآن وقل كفي بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) آخر سورة الرعد، فلو كانوا له معلمين لآمنوا بأنفسهم بدل أن يؤمنوا به.
ولنعد مرة أخرى فنسأل : هل كان علم العلماء يومئذ مبذولا لطالبيه مباحا لسائليه ؟ أم كان حرصهم على هذا العلم اشد من حرصهم على حياتهم، وكانوا يضنون به حتى على أبنائهم استبقاء لرياستهم أو طمعا في منصب النبوة الذي كانوا يستشرفون له في ذلك العصر ؟
لنستنطق القرآن الذي رضيه الملحدون حكما بيننا وبينهم، فإنه يكفينا مؤونه الجواب عن هذا السؤال. وها هو ذا يقول لنا : إنهم كانوا في سبيل الضن بكتبهم وعلومهم لا يتورعون عن منكر، فكانوا تارة ( يكتبون الكتب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ) سورة البقرة، وتارة ( يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبون من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله } سورة آل عمران، وتارة ﴿يحرفون الكلم عن مواضعه ﴾ سورة المائدة، وتارة يبترون الكتب فيظهرون بعضها ويخفون بعضها ( قل من