أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا و هدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا ) سورة الأنعام، وتارة يحاجون بمحفوظهم فإذا قيل لهم ( فاتوا بالتوراة فأتلوها إن كنتم صادقين ) سورة آل عمران، بهتوا فلم يجيبوا. وربما جاءوا بها فقرءوا ما قبل الشاهد وما بعده و ستروا بكفهم مكان النص المجادل فيه، كما وقع في قصة الرجم. انظر صحيح البخاري في تفسير الآية الأنفة.
فجاء الحق يرميهم علنا باللبس والكتمان ( يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ) سورة آل عمران، بل جاء كاشفا لما ستروه مبينا لما كتموه حاكما فيما اختلفوا فيه ( يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ) سورة المائدة. ( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ) سورة النمل، ( تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم فهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه ) سورة النحل.
أنظر إلى هذه الآيات من سورة النحل والنمل المكيتين كيف جعلت من مقاصد القرآن الأساسية بيان ما اختلف فيه أهل الكتاب بل جعلته أول المقاصد حيث بدأت به، وثنت بالهدى والرحمة للمؤمنين.
ونعود للمرة الثالثة فنقول لمن يزعم أن محمدا كان يعلمه بشر : قل لنا