يسمعوا صوتها بآذانهم جرسا مفهوما وكلاما يفقهه الناس ولكنهم كانوا يرون قبسا منها في الجبين وكانوا يسمعون حسيسها حول الوجه الكريم وإن في ذلك لهدى للمهتدين هي إذا قوة خارجية لأنها لا تتصل بهذه النفس المحمدية إلا حينا بعد حين وهي لا محالة قوة عالمة لأنها توحي إليه علما وهي قوة أعلى من قوته لأنها تحدث في نفسه وفي بدنه تلك الآثار العظيمة علمه شديد القوى ذو مرة سورة النجم وهي قوة خيرة معصومة لأنها لا توحي إلا الحق ولا تأمر إلا بالرشد فلا جرم أنها لا تكون قوة طائشة شريرة كقوة الجن والشياطين إذ ما للجن وعلم الغيب ولقد تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين سورة سبأ وما للشيطان خبر السماء وهي محفوظة من كل شيطان رجيم وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون سورة الشعراء بل نقول أليست الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها اختلف أو ليس المرء يعرف بقرينه وشبه الشيء ينجذب إليه فكيف تأتلف تلك الأرواح الخبيثة وذلك القلب النقي الطهور أم كيف تأتلف تلك القوى الطائشة وهذا العقل الكامل الرصين هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون فماذا عسى أن تكون هذه القوة إن لم تكن قوة ملك كريم