ليست من صنع الناس وذلك هو الطابع الإلهي والمظهر السماوي الذي تمتاز به صنعة الخالق عن صنعة المخلوق وهذا هو المثل الذي نريد أن نطبقه على القرآن الكريم غير أن من الناس فريقا غريقا في حمأة العناد يقولون مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله وآخرين لا يجدون طمأنينتهم إلا في اضطراب الشك يقولون إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين فهؤلاء وأولئك لا سبيل لنا عليهم ولا ينفعهم نصحنا إن كان الله يريد أن يغويهم إذ ليس من شأننا أن نسمع الصم أو نهدي العمي ولا الذين يجعلون أصابعهم في آذانهم فإذا هم لا يسمعون أو يضعون أكفهم على أعينهم فإذا الشمس الطالعة ليست بطالعة ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا وإنما سبيلنا أن ننصب الحجة لجاهلها من طلاب الحق ونوضح الطريق لسابلها من رواد اليقين ها نحن أولاء ندعو كل من يطلب الحق بإنصاف أن ينظر معنا في