القرآن من أي النواحي أحب من ناحية أسلوبه أو من ناحية علومه أو من ناحية الأثر الذي أحدثه في العالم وغير به وجه التاريخ أو من تلك النواحي مجتمعة على أن تكون له الخيرة بعد ذلك أن ينظر إليه في حدود البيئة والعصر الذي ظهر فيه أو يفترض أنه ظهر في أرقى الأوساط والعصور التاريخية وسواء علينا أيضا أن ينظر إلى شخصية الداعي الذي جاء به أو يلتمس شخصا خياليا تجمعت فيه مرانات الأدباء وسلطات الزعماء ودراسات العلماء بكافة العلوم الإنسانية ثم نسأله هل يجد فيه إلا قوة شاذة تغلب على مغالب وتتضاءل دونها قوة كل عالم وكل زعيم وكل شاعئ وكاتب ثم تنقضي الأجيال والأحقاب ولا ينقضي فيه من عجائب بل قد تنقضي الدنيا كلها ولم يحط الناس بتأويل كل ما فيه يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق سورة الأعراف فلنأخذ الآن بعون الله وتوفيقه في دراسة هذه النواحي الثلاثة من الإعجاز القرآني أعني ناحية الإعجاز اللغوي وناحية الإعجاز العلمي وناحية الإعجاز الإصلاحي التهذيبي الاجتماعي ولتكن عنايتنا أوفر بناحيته اللغوية لأنها هي التي وقع من جهتها التحدي بالقرآن جملة وتفصيلا في سورة منه ولذلك نبدأ بها


الصفحة التالية
Icon