أو التفاضل على قدر ما يوفون من حاجات البيان أو ينقصون منها وإن اختلفت المذاهب التي انتحاها كل منهم هب إذا المدعوين لمعارضة القرآن فيهم الأكفاء والأنداد لنبي القرآن في الفطرة والسليقة العربية أو من هم أكمل منه فيها أو هبهم جميعا دونه في تلك الموازنة فأما الأعلون فسيجيئون على وفق سليقتهم بقول أحسن من قوله وأما الأنداد فسيجيئون بشيء مثله وأما الآخرون فلن يكبر عليهم أن يقاربوا ويجيئوا بشيء من مثله وشيء من هذه المراتب الثلاث لو تم لكان كافيا في رد الحجة وإبطال التحدي ستقول بل أختار الواقع وهو أن العرب على اختلاف مراتبهم في البيان لم يرتفعوا إلى طبقة البلاغة المحمدية وأزعم أن هذا القصور الذاتي الذي قعد بهم عن مجاراته في عامة كلامه هو الذي قعد بهم عن معارضة قرآنه وإذا لا يكون هذا العجز حجة لكم على قدسية الأسلوب القرآني كما لم يكن حجة عندكم على قدسية الأسلوب النبوي فنجيب أما أن محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان هو أفصح العرب وكان له في هذه الفضيلة البيانية المقام الأول بينهم غير مزاحم فذلك ما لا نماري بل لا نمتري فيه نحن ولا أحد ممن يعرف العربية غير أننا نسأل ما مبلغ هذه التفاوت الذي كان بينهم وبينه أكان مما يتفق مثله في مجاري العادات بين بعض الناس وبعض في حدود القوة البشرية أم كان أمرا شاذا خاقا للعادة بالكلية فأما إن كان كما نعهد شبيها بما يكون في العادة بين البليغ والأبلغ وبين الحسن والأحسن فلا شك أن هذا النحو من العلو إن حال بينهم وبين