قال تعالى: ﴿ والجبال أوتادا﴾، أي جعلنا الجبال للأرض كالأوتاد كي لا تميد أو تضطرب بأهلها.
ثم قال: ﴿ وخلقناكم أزواجا﴾، أي وجعلناكم أصنافاً ذكوراً وإناثاً، ليتمتع كل منكم بالآخر، وليتم حفظ الحياة بالإنسان والتوليد وتكملتها بالتربية والتعليم، قال تعالى: ﴿ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾.
ثم قال تعالى: ﴿و جعلنا نومكم سباتا﴾، السبات الموت، والنوم نعمة كبرى على الناس، ولقد شبه الله الموت بالنوم واليقظة بالبعث والنشور(١)، فالنوم يريح القوى من تعبها وينشطها من كسلها.
ثم قال تعالى: ﴿ وجعلنا الليل لباساً﴾، أي جعل الليل يستركم بظلامه كما قال تعالى: ﴿ والليل إذا يغشاها﴾.
ثم قال تعالى: ﴿ وجعلنا النهار معاشاً﴾، أي جعل النهار مشرقا ليتمكن الناس من تحصيل المعاش والتكسّب وغير ذلك.
قال تعالى: ﴿ وبنينا فوقكم سبعاً شداداً﴾، يعني السماوات في اتساعها وارتفاعها وإحكامها وإتقانها وتزيينها بالكواكب الثوابت و السيارات.
﴿ وجعلنا سراجاً وهاجاً﴾، وهو يعني الشمس التي يتوهج ضوؤها لأهل الأرض كلهم(٢).
ثم قال تعالى: ﴿ وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجا، لنخرج به حباً ونباتا، وجنات ألفافا﴾، المعصرات يعني الغيوم المتكاثفة التي تنعصر بالماء ولم تمطر بعد، والثجاج السريع الاندفاع، لتخرج بذلك الماء الكثير النافع الطيب، حبا يقتات به الناس ونباتات وبساتين وحدائق ذات بهجة وأغصان ملتفة على بعضها، وثمرات متنوعة ذات طعوم وروائح متفاوتة(٣).

(١) عبد الحميد كشك، في رحاب التفسير، المكتب المصري الحديث، مجلد ٩، ص٧٨٢٩.
(٢) ابن كثير، تفسير ابن كثير، دار الفكر، دمشق، ج ٣، ص ١٩٨٩.
(٣) وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط، دار الفكر دمشق، ج ٣، ص ٢٨٠٧.


الصفحة التالية
Icon