لقد استخدم القرآن الكريم أسلوبي الترهيب والترغيب في هذه السورة حينما ذكر مشهد الطغاة في النار ﴿ إن جهنم كانت مرصادا، للطاغين مآبا....﴾، وكذلك مشهد الترغيب حين ذكر مشهد التقاة في الجنة في قوله تعالى: ﴿ إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا...﴾، هذان الأسلوبان يجعلان الإنسان في حالة يقظة دائمة ومراقبة للنفس، واجتهاد على العمل وإيقاظ للهمم.
ثانيا أسلوب الوصف:
لقد استخدم القرآن الكريم أسلوب وصفي للمشاهد والصور حين ذكر مشهد يوم الفصل، في قوله تعالى: ﴿ إن يوم الفصل كان ميقاتا....﴾، ومشهد العذاب بكل فوته وعنفه ﴿ إن جهنم كانت مرصادا....﴾، ومشهد النعيم كذلك وهو يتدفق تدفقاً، ﴿ إن للمتقين مفازا....﴾، كل هذا يعود بهم إلى النبأ العظيم(١).
ثالثا أسلوب الاستفهام والتعجب والتفخيم:
لم يكن السؤال في قوله تعالى: ﴿ عم يتساءلون﴾ بقصد معرفة الجواب لهم، إنما للتعجب من حالهم وتوجيه النظر إلى غرابة تساؤلهم، بكشف الأمر الذي يتساءلون عن بيان حقيقته وصحته، عن النبأ العظيم لم يحدد ما يتساءلون عنه بلفظه إنما ذكر وصفه استطراداً في أسلوب التعجب والتضخيم وكان الخلاف عل اليوم الآخر بين الذين آمنوا به والذين كفروا به(٢).
رابعا: أسلوب الاستدلال العقلي.
وخاصة مع أولئك الجاحدين المعاندين الذين لا تقبل نفوسهم النص، ونلحظه جليا في قوله
تعالى: ﴿ ألم نجعل الأرض مهادا....﴾.
ثانيا:-
ثمرة الإيمان بالله واليوم الآخر في حياة المسلم.
١- إن للأيمان باليوم اليوم الآخر أثرا عظيما في توجيه سلوك الإنسان في هذه الحياة الدنيا ذلك لأن الإيمان به، وبما فيه من حساب و ميزان، وثواب وعقاب وفوز وخسران، وجنة ونار له أعمق الأثر وأشده في سير الإنسان وانضباطه، والتزامه بالعمل الصالح وتقوى الله عز وجل.

(١) سيد قطب، في ظلال القرآن، دار إحياء التراث، بيروت، م ٦، ص٣٨٠٦.
(٢) المرجع السابق، ص٣٨٠٧.


الصفحة التالية
Icon