تهديد ووعيد للذين لا يخشون العذاب الشديد
التفسير الموضوعي لسورة الملك
لقد أفردت للتفسير الموضوعي للسورة فصلاً خاصاً، وهو يشتمل على.
أولا: التمهيد ( بين يدي السورة)
ثانياً: موضوع السورة الأساسي حيث يتكلم عن إثبات قدرة الله جل وجلاله، بذكر الأدلة المادية على ذلك من خلق سبع سموات طباقاً، وتزيينها بالنجوم.
ثالثاً: تهديد ووعيد للذين لا يخشون العذاب الشديد، وذلك بتهديدهم بخسف الأرض أو عذاب من السماء، أو إمساك الرزق عنهم إلى غيرها من المشاهد
رابعاً: تناولت فيه ختام الآيات وموقف المقربين من الله وموقف الذين تساءلوا في ارتياب، لقد أعذر من أنذر.
موضوع السورة الأساسي ومحورها
( إثبات قدرة الله جل جلاله )
ويتكون من:
٣- تنزيه وتحدي وإعجاز
٤- مصير المكذبين لآيات الله
أولاً : التمهيد
التعريف بالسورة:
سورة الملك مكية بالإجماع، فقد أخرج البيهقي وغيره عن أبن عباس رضي الله عنه قال :" نزلت بمكة سورة تبارك الملك(١)
وقال القرطبي :"مكية في قول الجميع".
وعدد آياتها ثلاثون، ويبدأ بها الجزء التاسع والعشرون، وهي تُعنى بجانب العقيدة وإثبات قدرة الله جل جلاله، وتسمى بسورة الملك وتبارك لحديث ابن عباس المتقدم، ولبدئها بكلمة تبارك.
١. مناسبة بداية سورة الملك لنهاية ما قبلها وهي سورة التحريم.
لما ختمت سورة التحريم بقول الله تعالى :" وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ " جاءت بداية سورة تبارك مناسبة لها، حيث أن كلمة تبارك تعني تنزيه الله جل وجلاله عن صفات المخلوقين كالإنجاب، والولد، ويشعرنا ذلك أن تبارك تنفي ما أدعاه النصارى بأن عيسى عليه السلام ابن الله، ببيان حقيقة مريم بنت عمران.

(١) محمد الشوكاني، فتح القدير، دار المعرفة، بيروت، ج٦ ص ٣١٤


الصفحة التالية
Icon