قال تعالى :"وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " بعد أن أخبرهم الله على لسان نبيه أنهم إليه يحشرون سألوا سؤالاً مستهزئين متى هذا الحشر الذي تخبرنا به، إن كنت من الصادقين، فيأمر الله نبيه بالجواب قائلاً " قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ " فهو لا يعلم وقتها، ولا يعلم وقتها إلا الله، وإنما هو مبعوث للإنذار لا للإخبار(١)
قال تعالى " فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ " وهذا وعد بانكشاف الموعود به عن كونه(٢)، وعبر بالماضي هنا للدلالة على انه لا بد واقع، لا شك في ذلك والموعود به هو الحشر الذي كذب به المبطلون، فيومئذ تخاطبهم الملائكة أو الأنبياء، هذا يومكم الذي كنتم تدعون، أي تطلبونه في الدنيا وتستعجلون به استهزاءً(٣).
قال تعالى :" أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ " فلما دعا الكفار على محمد والذين معه بالإهلاك، رد عليهم الرسول ﷺ أنه إن أهلكه الله ومن معه، أو رحمنا، فمن يدفع عن الكفار عذاب الله الأليم، فهل تظنون أن الأصنام تنجيكم من العذاب الأليم؟.
قال تعالى :" قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" أي قل لهم آمنا بالله الواحد الأحد، وعليه أعتمدنا وتوكلنا في جميع أمورنا، وستعلمون أن اتهامكم لنا بالضلال هو اتهام باطل وأن الضلال ما أنتم عليه، وفيه تهديد للمشركين.

(١) محمد الشوكاني، فتح القدير، دار المعرفة ج ٥ ص ٣٢٣
(٢) البقاعي، نظم الددر في تناسب الآيات والسور
(٣) محمد الشوكاني، فتح القدير، دار المعرفة ج٥ ص ٣٢٤


الصفحة التالية
Icon