يتألف مصطلح التفسير الموضوعي من جزأين مركبا تركيباً وصفياً.
التفسير لغة:
مصدر على وزن تفعيل، فعله الثلاثي " فَسَر" والفعل الماضي من المصدر " تَفَسَّر" مضعف بالتشديد، وهو " فسَّر يُفَسر تفسَيرا" أي هو الكشف والبيان والتوضيح للمعني المعقول وإزالة إشكاله وكشف مراد الله فيه(١).
في الاصطلاح:
علم يكشف به عن معاني آيات القرآن وبيان مراد الله تعالى حسب الطاقة البشرية(٢).
الموضوعي:
الموضوع لغة: مشتق من الوضع.
والوضع: جعل الشيء في مكان ما، سواء كان ذلك بمعنى الحط والخفض أو بمعني الالتقاء والتثبت في المكان.
الأول: وضع مادي حسي، ومنه: وضعه على الأرض، بمعني حطه وإلقائه وتثبيته عليها.
الثاني: وضع معنوي، ومنه: الوضيع، وهو الدنيء المهان الذليل، الذي قعدت به همته أو نسبه، فكأنه ملقى على الأرض، موضوع عليها: لا يفارق موضعه الذي التصق به أي أن النوعين يلتقيان على البقاء في المكان وعدم مفارقته، أي أن التفسير مع الموضوع لا يفارقه(٣).
أما تعريف مصطلح التفسير الموضوعي:
هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر(٤).
ثانياً : نشأة التفسير الموضوعي
لم يظهر مصطلح " التفسير الموضوعي" إلا في القرن الرابع عشر الهجري إلا أن لبنات هذا اللون من التفسير وعناصره الأولى كانت موجودة منذ عصر التنزيل في حياة رسول الله - ﷺ - (٥).

(١) الراغب الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن الكريم، دار الفكر بيروت ص٣٩٤.
(٢) مصطفى مسلم، مباحث في التفسير الموضوعي، دار القلم، دمشق، ص ١٥.
(٣) د. صلاح الخالدي، التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق، دار النفائس، الأردن، ص٢٩.
(٤) مصطفى مسلم، مباحث في التفسير الموضوعي، دار الفلم، دمشق، ص١٦.
(٥) المرجع السابق، ص١٧.


الصفحة التالية
Icon