يُقال : غاث الله البلاد غيثا، وغياثاً : إنزل بها الغيث(١).
وقيل : الحجامة في الرأس هي... المغيثة، كان المعنى هي النافعة تنفع من كل داء إلا السام.(٢)
******
المطلب الثاني
استعمال القرآن الكريم
هذا المعنى اللغوي يؤيده القرآن الكريم ـ والقرآن الكريم يفسِّر بعضه
بعضا، ففي قصة سيِّدنا يوسف - عليه السلام -، وذلك في تأويل رؤيا الملك،
قال سيدنا يوسف :
﴿ قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلاَّ قليلاً مما تأكلون، ثم يأتي من بعد ذلك عام يُغاث فيه الناس وفيه يعصرون ﴾.(٣)
فالغيث بالمعنى المتقدم، وما ورد عنه في القرآن الكريم، هو :
قوله تعالى :
﴿ إنَّ الله عنده علم الساعة وينزل الغيث... ) لقمان /٣٤.
وقوله تعالى:
{هو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته ﴾
الشورى/٢٨.
وقوله تعالى :
﴿ كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ﴾ الحديد /٢٠.
وما ورد في سورة يوسف ذكرناه آنفا، وكلُّ هذا يدل عل استعمال
[ الغيث ] في النافع والمُنْبِت من الماء النازل من السماء الذي [ يغيث ].
********
أما ما ورد في قوله تعالى :
﴿ وإن يستغيثوا يُغاثوا بماءٍ كالمُهل يشوي الوُجُوه..﴾ الكهف /٢٩.
فهذا تهكم بالكفار الذين تركوا نعمة الله في الدنيا التي تحييهم الحياة الأخرويَّة، فضلاً عن الحقيقية، فهم يُجازون بجنس العمل، فحين احتاجوا إلى [ ماء ] لهم فيه من لفح جهنم وحرِّها تخفيفٌ وتلطيفٌ، فإنَّهم [ يُغاثوا ] بجنس ما أوقعوا به أنفسهم من العنت والضرر في الدنيا، بتنكب أحكام الله، فها هنا يُعطون ويَحصدون من جنس ما قدموا

(١) ٣١) لسان العرب ـ مادة [ غَوَثَ ]، والمعجم الوسيط-٢/ ٦٦٧.
(٢) ٣٢) مجمع البحرين ومطلع النيرين - كتاب الثاء باب ما أوله الميم.
(٣) ٣٣) يوسف / ٤٧-٤٩.


الصفحة التالية
Icon