إقامةً للحجةِ، وإثباتاً للنبوة، وخاصة أمام اليهود الذين كانوا يسألون النبي - ﷺ - عن الأمم السالفة، كان إخبار القرآن عن هذا السؤال إسكاتاً لهم، لأن العرب لم تكن تعرف هذا.(١)
فإنه مسوق لأمور ـ لا لمجرد الإخبار ـ منها :
إقامة الحجة على الكافرين، وبشارة للمؤمنين، كل ذلك يصب لتعضيد
النبوة، وإثبات المعجزة في هذا.(٢)

(١) ٤٢) كما في آل عمران / ٤٤ :﴿ ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ما كنت لديهم إذ يًلقون أقلامهم أيُّهم يكفلُ مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون ﴾. وكما ورد في سورة هود / ٢٤-١٢٣، وفيها قوله تعالى:﴿ تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت و لا قومك من قبل هذا فأصبر إن العاقبة للمتقين ﴾ هود / ٤٩.
وبعد ذكر القرآن الكريم قصة نوح وما لقيه من قومه، ورد فيها :﴿ ذلك من أنباء القرى نقصُّه عليك منها قائمٌ وحصيدٌ*وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب، وكذلك أخذ ربك إذ أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد*إنَّ في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يومٌ مجموع له الناس وذلك يوم مشهود﴾ هود / ١٠٠-١٠٣. بعد أن ذكر قصص الأنبياء مع أقوامهم. وفي قوله تعالى :
﴿ وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ﴾ هود / ١٢٠.
(٢) ٤٣) من ذلك قوله تعالى :﴿ آلم، غلبت الروم، في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم ) الروم /١-٥، ومن ذلك قوله تعالى :{ أم يقولون نحن جميع منتصر، سيهزم الجمع ويولون الدبر ﴾
القمر / ٤٤-٤٥.


الصفحة التالية
Icon