وقد نهى - ﷺ - عن مجالسة العرَّافين والمنجِّمين(١)، لأن ما يخبرون به ليسس علماً، فمما ورد عنه - ﷺ - مما رواه عوف عن ابن سيرين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قوله - ﷺ - في أخبار الكهان والعرافين وتصديقهم :
﴿ من أتى عرافا أو كاهنا فصدَّق بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد ﴾.(٢)
وذلك لأنهم لا ينسبون ما يحدث إلى الله تعالى، بل يدَّعون علم المستقبل، فكل ذلك يناقض ما عُلم يقيناً في هذه الشريعة الغراء.
ومما رواه البخاري ومسلم : قول الرسول - ﷺ - في حديث قدسي :
﴿ يقول الله تعالى أصبح من عبادي مؤمن، وكافر، فمن قال : مُطرنا بفضل الله، فذلك مؤمن بي، كافر بالكوكب. ومن قال مُطرنا بنوء كذا، فذلك كافرٌ بي، مؤمن بالكوكب ﴾.(٣)
ومعاني هذه الأحاديث تؤيدها آيات القرآن العظيم : بقوله تعالى :
﴿ ولا تقفُ ما ليس لك به علم ﴾.(٤)
وبقوله تعالى :﴿.. إن بعض الظن إثم ﴾.(٥)
(٢) ٥١) الكبائر للذهبي – ١٤١، ولقد أخرجه أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك، وأبو داود، والبيهقي، والد ارمي، والترمذي، وابن ماجه، وابن الجارود، وقوَّاه الذهبي، وصححه العراقي. راجع : هامش محقق الكبائر ص ١٤١ أعلاه والإحالات للمراجع أعلاه فيه.
(٣) ٥٢) الكبائر – ١٤٢، وانظر تخريجه في هامشه.
(٤) ٥٣) الإسراء / ٣٦.
(٥) ٥٤) الحجرات / ١٢.