قال : فأُخبروا بذلك فتركوه.
فأُخبر رسول الله - ﷺ - بذلك فقال : إن كان ينفعهم ذلك غيره فليضعوه، فإنِّي إنَّما ظننت ظناً فلا تؤاخذني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً، فخذوا به فإني لن أكذب على الله عز وجل }.(١)
وفي رواية أخرى لمسلم عن رافع ابن خديج.. قال :
﴿ قدم النبي - ﷺ - المدينة وهم يأبرون النخل، يقولون : يلقحون النخل.
فقال : ماذا تصنعون ؟
قالوا : كنَّا نصنعه ؟
قال : لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً، فتركوه.
فنفضت أو فنقصت.
قال : فذكروا ذلك له.
فقال : إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنَّما أنا بشر ﴾
.(٢)
وفي رواية ثالثة عن عائشة - رضي الله عنه -، وعن أنس - رضي الله عنه - :
﴿ أن النبي - ﷺ - مرَّ بقوم يلقحون...
فقال : لو لم تفعلوا هذا لصلح.
قال : فخرج شيئاّ، فمرَّ بهم فقال - ﷺ - : ما لنخلكم ؟
قالوا : قلت كذا وكذا.
قال : أنتم أعلم بأمور دنياكم ﴾
.(٣)
********
ولأجل هذا فقد وضع الأمام النووي [ رح ]عنواناً بوَّب به لهذه الأحاديث في شرحه، هو :
[ باب وجوب امتثال ما قاله شرعاً دون ما ذكره - ﷺ - من معايش الدنيا على سبيل الرأي ]، وأيَّا ما كان المنقول عن رسول - ﷺ - في هذه الحادثة، هل هو من لفظه [ خبراً ]، أم ليس من لفظه، فقد خلص العلماء – كما نقل النووي – إلى أن :
[ قوله - ﷺ - من رأي ـ من أمر الدنيا ومعايشها ـ لا على التشريع.

(١) ٥٨) صحيح مسلم بشرح النووي – ٥١ / ٢١٢.
(٢) ٥٩) مسلم – المرجع السابق – ٥ / ٢١٢-٢١٣.
(٣) ٦٠) مسلم – المرجع السابق – ٥ / ٢١٣.


الصفحة التالية
Icon