فأما ما قاله باجتهاده - ﷺ - ورآه شرعاً، يجب العمل به، وليس أَبارُ النخل من هذا النوع بل من النوع المذكور قبله ].(١)و[.. قال العلماء : ولو لم يكن هذا القول خبراً، وإنما كان ظناً، كما بيَّنه في هذه الروايات، قالوا : ورأيه - ﷺ - في أمور المعايش وظنُّه كغيره، فلا يمتنع وقوع مثل هذا، ولا نقص في ذلك... ].(٢)فالشرائع لم تأتِ أصلاً لبيان الحقائق : الزراعية، والصناعية، والفيزياوية، والفلكية، والكونية... إلخ.
وما ذكرته منها عَرَضاً، لا يعدو بعض منافع، وحِكَم ذكر المغيبات.
المطلب الرابع
في
الحكمة الرابعة
تعليمهم أنَّه صلى الله عليه وسلَّم، لا يأنف أن يقول : لا أعرف، ولا أعلم، فيما لم يُعْطه الله تعالى معرفته.
فهو تعليمٌ لنا، ودلالةَ صدق النبوة، (٣)ولعل سبب نزول سورة الكهف يبين لنا أن الرسول - ﷺ -، كيف أنَّه لم يُجب المشركين حين سألوه عما لا يعلم، فاستمهل إلى الغد ولم يستثنِ – أي : لم يقل إن شاء الله –، فجاءه الجواب بعد خمس عشرة ليلة مع العتاب.(٤)

(١) ٦١) شرح النووي على صحيح مسلم – ١٤ / ٨٢.
(٢) ٦٢) القرطبي – ١٤ / ٨٢.
(٣) ٦٣) وكثير من أخلاقه - عليه السلام - التي تدل على : بشريته، وتواضعه، وتعليمه لنا بما كان يفعل - عليه السلام - قد تناقله الصحابة عنه، ودوَّنه الأئمة في مجامعهم. راجع مثلا : دلائل النبوة للبيهقي –١ / ٣٢٨و ٣٢٩ و ٣٣٠ ومواقع أخرى غيرها.
(٤) ٦٤) الدلائل – ٢/ ٢٧٠، وأسباب النزول للواحدي – ١٦٨.


الصفحة التالية
Icon