وكذا في قوله تعالى :
﴿ وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر..﴾.(١)
********
ثانياً
لفظة [ عليم ]
لم ينحصر الاستعمال القرآني لكلمة :[ عليم ] فيما أنفرد به الله - عز وجل - بعلمه، بل السياق يحدد ما كانت طبيعته كذلك. وقد استعملت في مواضع كثيرة لتدل على علمه جل وعلا بما علمه الناس أيضا منها :
قوله تعالى :﴿.. إنَّ الله عليمٌ بذات الصدور ﴾.(٢)
وقوله تعالى :﴿ فلا تذهب نفسك حسرات عليهم إن الله عليم بما يصنعون ﴾.(٣)
وقوله تعالى :﴿.. تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنَّك أنت علام الغيوب ﴾.(٤)
وقوله تعالى :﴿ ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ﴾.(٥)
********
ثالثاً
كلمة [ يعلم ]
أمَّا كلمة :[ يعلم ]، وهي التي وردت في النص الذي نحن بصدده من سورة لقمان، فقد استعملت بنفس الأسلوب في استعمال [عليم]، فلم تدل على الانفراد بالعلم قط. فمن ذلك وهو كثير..
قوله تعالى :﴿ لا جَرَم أنَّ الله يَعلم ما يُسرون وما يُعلنون.. ﴾.(٦)
وقوله تعالى :﴿ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ﴾.(٧)
فما أسروا وأعلنوا علموه، وما خانت به أعينهم، وما أخفت صدورهم علموه هم، ونسب الله - جل جلاله - ذلك العلم إليه أيضا - عز وجل -، فلا تدل لفظة [ يعلم ] لذاتها على انحصار العلم بمن أثبت العلم له دون غيره، بل قد يشاركه فيه آخرون.
ومن أجل ما تقدم، ولأن هذه الكلمات لا تعني ما ذكرنا، فإن الله حين أراد انحصار العلم به دون غيره بشيء، فقد إضافة إلى نفسه - عز وجل -، ومعلوم من الدين بالضرورة أنَّ ما يعلمُه الله لا يعلمه البشر من غير تعليم، وما يعلمه البشر يعلمه الله - جل جلاله - بعلمه القديم.
(٢) ٧٤) لقمان /٢٣.
(٣) ٧٥) فاطر / ٨.
(٤) ٧٦) المائدة / ١١٦.
(٥) ٧٧) التوبة / ٧٨.
(٦) ٧٨) النحل / ٢٣.
(٧) ٧٩) غافر / ١٩.