وكذلك القول في بقية الأخبار، إذ أن الرسول - ﷺ - كرَّر ما ورد في الآية مما لا يعلمه، وبالتالي يتوقف فهم ما حُجب عنه علمه، على فهم الآية الكريمة في آخر سورة لقمان، وفهمها تحدَّد آنفاً بما ورد من حديث ابن عمر - رضي الله عنه -.
********
المطلب الرابع
في
مناقشة ما روي عن الصحابة رضوان الله عليهم
أما الآثار المروية عن الصحابة - رضي الله عنه -، فهي من [ الموقوف ]، وإن كان بعض علماء المصطلح يجعل موقوف الصحابة [ مرفوعاً ]، فيما لا يدرك بالرأي.(١)
وأيَّا ما كان الأمر، فإنَّ أثر أبن مسعود، أو أثر علي رضي الله عنهما، يفسرهما ما ورد في أثر قتادة - رضي الله عنه -، قال قتادة :
[ في الآية خمس من الغيب استأثر الله تعالى بهنَّ، فلم يُطلع عليهنَّ ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً : إن الله عنده علم الساعة، فلا يدري أحد متى تقوم الساعة في أي سنة ولا في أي شهر، أ ليلا أم نهاراً.
وينزل الغيث، فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث أ ليلاً أم نهاراً.
ويعلم ما في الأرحام، فلا يعلم أحدٌ ما في الأرحام أ ذكراً أم أنثى، أحمر أم أسود.
ولا تدري بأي أرض تموت، ليس أحدٌ من الناس يدري أين مضجعه من الأرض، أفي بحرٍ أم برٍ، أم سهل أم في جبل ].
فالذي يتعلق بالغيث أصبح معلوماً، وهو العلم اليقيني بالمفيد منه، وكميته، ووقته الدقيق.
[ وإذا أتى شيء عن صحابي موقوفا عليه مما لا مجال للاجتهاد فيه | فحكمه الرفع تحسينا للظن بالصحابة، قاله الحاكم ]. |