يذكرنا هذا باتفاق الجمهور من المسلمين مع الفرق المغالية و[الرافضة ] للخط المستقيم، في أمور استغلها هؤلاء لصالحهم، مع أنَّهم لا يتفقون في أيَّة نقطة مع الجمهور.
هذا الاستعراض السريع للصراع الفكري بين الإسلام ومناوئيه، والذي اتخذ جانب الصراع الدموي في أوقات متفرقة من عمر الإسلام، يفسِّر لنا كثيراً مما يثار في وجه هذه الشريعة السمحة السخية. فلم يستطيعوا تغيير وجهها بالقوة – حتى في فترات ضعفها وقوتهم –، فكان لجوء كلُّ أولئك إلى أسلوب : الدس والافتراء، والتأويل السقيم، وإشاعة المفاهيم المخطوءة.
إنَّ هؤلاء وإن لم يطمعوا بدخول المسلمين إلى أديانهم، إلاَّ أنَّهم طامعون بانتزاعهم من دينهم، فهو لهم كسب... وأي كسب !.
ولهذا أتتنا دعوات متعدِّدة تترى، مصدرها أوربا، ينادى بها النصارى ويبرمجها اليهود، ويرددها جُهَّال المسلمين، الذين انتُزعوا من دينهم إلى: الفراغ، والعبثية، والاهتمام بالمأثور الشعبي، وقراءة الروايات واعتبروها مصدر المعلومات التأريخيَّة، وأساس صقل القدرة الأدبيَّة!!، و... و... إلخ. فمُرَّر عليهم وعلى أبنائهم الكثير مما قاله أعداؤهم، فأصبحت مشاكل الأمة متعددة الجوانب :
أ. الضعف المادي.
ب. والتداعي الفكري.
ج. والفراغ العقدي.
فلا نستغرب إذا ما وجدنا [ داعيةً ] إسلامياً يتكلم : هل أنَّ :[ الصيحة الفلانية ] في المقام العراقي.. تعدُّ مقاماً نغميَّاً !!، أم هي مجرد صيحة في هذا المقام، أو ذاك ؟ !.
إي والله.. كلُّها [ صيحات ] في [ صيحات ]، أخذ يسعى إليها أبناء المسلمين !!، فهذا يريد الشهرة، والآخر يعمل في نطاق القبيلة، وثالث... ، ورابع، ... وهلُمّ جرا.