وكان أول من ابتدع الأقوال [ الجهمية المحضة النفاة ] الذين لا يثبتون الأسماء والصفات، فكانوا يقولون أولاً : إن الله ـ تعالى ـ لا يتكلم، بل خلق كلاما في غيره، وجعل غيره يعبر عنه، وأن قوله تعالى :﴿ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى ﴾ [ الشعراء : ١٠ ] وقول النبي ﷺ :( إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة إذا بقي ثلث الليل، فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ ) معناه : أن ملكا يقول ذلك عنه، كما يقال : نادى السلطان، أي أمر مناديا ينادي عنه، فإذا تلا عليهم ما أخبر الله ـ تعالى ـ به عن نفسه من أنه يقول ويتكلم. قالوا : هذا مجاز؛ كقول العربي :
امتلأ الحوض وقال : قطني
وقالت : اتساع بطنه، ونحو ذلك.


الصفحة التالية
Icon